الاثنين، 16 أكتوبر 2006

سريس وجعضيض



انا من أهل الحضر مولداً ومعيشه ، ولكنى ريفى النشأة والطفولة حيث قضيت سبع سنوات من طفولتى (حتى الصف الخامس الأبتدائى ) بأعماق الريف المصرى ( فى البركه سنتان وهى عزبه تابعه الى قرية صان الحجر مركز الحسينية بمحافظة الشرقية ثى الخمس سنوات التى تليها فى صان الحجر نفسها) ، واعتقد انه يكفينى هذه السنوات لأكستب احقية الحديث عنه
السريس والجعضيض . . . يا ترى فى حد يعرفهم ؟
دى نباتات لا تزرع ولكن يخرجها الله وحدها من الأرض مخالطه للمزروعات الأخرى وقد بحثت فى شبكه المعلومات عن صورة لهم فلم أجد ، ولأقربهم للزهن هما يشبهان الفجل والجرجير لحد كبير
جرت عاده الفلاح المصرى ان يأكلهم ، وكانت وجبة الغذاء والتى بتناولها عاده فى الحقل تتكون فى معظم الأحيان من رغيف بتاو محشو سريس وجعضيض مع حته جبنه قديمة (مش) وكفى ، ده اذا وجد المش ، فإن لم يجد فيضيف ملحاً وينهى الوجبة بجرعات ماء من القلة المعلقة الى الشجرة
قرات من ايام بحثاً طبياً عن السريس والجعضيض ، يحتفى بهم ايما احتفاء ففيم من الحديد والفيتامينات ومضادات الأكسده المقاومة للسرطان الشئ الكثير كما انهم مدرين للبول فيساعدان على تنظيف الكلى وينظمان الضغط ويقويان عضلة القلب والكثير والكثير ، فقلت فى نفسى دائماً ما يكون ارخص طعام هو الأغنى دائماً من حيث الفائده والقيمة الغذائية ( بإثتثناء المكسرات) فالفقير عنده اغنى العناصر الغذائية فى ارخص الأطعمة
قرات قديماً قصه امريكية حكمتها تقول ان الفقير لا يشعر بفقره ما لم يشير عليه احد بذلك ، وهكذا حال فلاحينا او كان، كان راضى وسعيد بالسريس والجعضيض وكانوا يحموه من الأمراض التى يعانى منها الأغنياء واهل الحضر ، الى ان جاء من اشعره بفقره وأدخل عقله ان هناك متع اخرى فى الدنيا غير النوم هادئاً هانئاً تحت ظل الشجرة فى تعريشه الجرن ، وصوت بيات العصافير ساعه المغربيه ونعيق البوم وصرير صرصار الحقل فى عز الليل واستخراج الديدان من الأرض طعماً لسمك الرشاح والفراخ تلقط غلة فى الحوش الكبير امام الدوار والبط يبيت على افراخه والأرنب يحفر جحره والحمار عائد للزريبه وحده والبهيمة والخضره ومياه الترعه الجاريه ودوران الطمبوشه على رأس الغيط فى ليالى الصيف او الشتاء وغير ضوء بدر القمر فى الليالى الصافيه والنجوم المشتعله المنثوره فى ظلمة سماء ليالى محاق القمر وصوت وابور الطحين وماكينات الرى جاى من ابعاد سحيقة توك توك توك فى انتظام اركسترالى بديع يشق سكون اليل، افهموه هذا كذباً وخداعاً فأحضر المروحه للمندره القبليه والتلفزيون للبحريه والدش فوق تعريشه السطح وساب الحلب والعجن والخبز وبحث عن خبز الطابونة ولحم وطيور السوق و سمن الهانم وراوبى والست حواس يا نفس ، فلزمة الكسل والمرض وضيق العيش ولزمنا البطالة و الفقر وشده المؤن
. 

ليست هناك تعليقات: