تنضيف تنفيض مش عايز

احب العيد وفرحته والتى اختلفت مظاهرها وطقوسها فضلاً عن مشاعرها فى قلبى عده مرات بإختلاف مراحل عمرى ، انما لم يختلف ابداً كرهى الشديد لمقتضياته من تنظيف وتنفيض وقلبة البيت رأساً على عقب لا بإختلاف عمرى ولا بختلاف القائمين على العمل نفسه ، فمنذ نعومة اظافرى وحتى شارفت على السادسه والثلاثين وانا الا اطيق هذه الطقوس "وان كان يعجبنى شكل البيت بعدها" كذلك لم استسيغ هذه الأجرائات ولم استسيغ مايصاحبها من عصبية ونرفزه اجدها غير مبرره لم استسيغ الطقس كله لا من جدتى ولا امى ولا خالتى ولا عمتى ولا زوجتى ولا حتى عند الجيران .

للعمل فى قلبى حب كبير لدواعى عده ابسطها ان عملى هو انا فتقييمى على اى مستوى يعتمد على ما اعمل ونتائج هذا العمل ، وليس فى محل عملى فقط يؤثر هذا التقيم وإنما فى بيتى واسرتى وبين اهلى وجيرانى واصدقائى وحتى بينى وبين نفسى ، ولكنى امقت العمل يوم الجمعه "يوم اجازتى الأسبوعية اليتيمة" ولا استسيغه وأفر منه فرارى من المجزوم حتى انى امقت من يقبل ان يعمل الجمعه وامقت ان اقوم بأى واجبات فيه وليس مجرد الذهاب للعمل وان حدث فاكون كدراً نكداً غاضباً اتشاجر مع اطياف الهواء ، حقاً أنا اكره العمل فى هذا اليوم.

للحقيقة فأن زوجتى تراعى هذه النقطة وتتجنب اياً من هذه الأعمال فى يوم الجمعه مراعاة لشعورى وحرصاً منها على توفير اكبر وقت لتجمعنا كأسرة، اما يوم جمعتنا هذا فصادف انه على مشارف العيد وبدايه الطقوس التنظيفية والتنفيضية فلا مفر من البدأ فيه بهذه العمليات، كما صادف قراراً من ادارة عملى بجعله يوم عمل عادى فضلاً عن السبت حتى يستنى لنا انا نحصل إجازه من العمل اعتباراً من وقفه عرفات المعظم وحتى السبت الذى يليه ، وعليه فأنا فى عملى الأن ورغم هذا فأنا لا اشعر بالكره فى قلبى لحضورى اليوم وفتشت فيه عن اى ذره لمقت او ضيق فلم اجد بل على العكس تماما أجدنى سعيداً منتشياً طلقاً مقبل على الحياة والعمل انثر ابتساماتى على كل من صادفنى فعملى اليوم سيعفينى من سماع عبارة

ارفع رجلك عشان امسح تحتهم

.