فى العديد من الحقول الأن ترى أحواض شتلات الأرز بخضرتها الزاهية المفعمة بالأمل والطموحات والرجاء جنباً الى جنب أكوام القمح من اعواد وسنابل قبل الدِراس او اكوام الحبوب واكوام التبن بعده فى صفرة ذهبية تعلن عن الخير القادم بنهاية حياته كنبات فى منظر يفوت اهل العواصم والمدن الكبيرة رؤيته ، وكذلك ترى الأرض المحروثه والمقلوبة رأساً على عقب فى انتظار الحياة الجديدة بعد الموت بسمرتها الملوثه بصفار ما مات عليها قبل أيام الى جوار الأرض المصفوف الى خطوط يشوبها خضار النباتات الوليدة التى ما لبثت تستنشق اول نسمات الهواء واول لمسات الشمس فى منظر يفوت اهل العواصم والمدن الكبيرة رؤيته ، وورد النيل ببياضه المشرب بالبنفسجى الخفيف يبزغ فى مساحات شاسعه ليعلن فى اصرار رغبته المحمومة للعب من دماء النيل حتى يقتله ، مناطق الحياة الى جوار الموت دائماً وابداً وفى كلا الأثنين فائدة ترجى ملحوظه وامل اكيد واستمرار لدورة الحياه التى لا تنقطع
مع نهاية يوم عمله كانت سيارته هى الوحيده المتوفره فى الشركة فسيارات الشركه رحلت فى مأموريات مختلفة والزملاء اما رحلوا بسياراتهم او لم يحضروها اليوم او مرتبطين بمواعيد لا يمكن الهرب منها بعد العمل وجائت الساعات الأخيرة بنبأ وفاة والدة احد العمال ولابد من متطوع الأن ليقل هذا العامل المحترم والمجد الى بلدته خارج القاهرة ليلحق بمراسم دفن امه فكان هو ، استقبل طريق مصر اسكندريه الزراعى واشتم رائحه الموت فله عامان الأن لا يستقبل هذا الطريق الا لقضاء واجب محتوم واتضح فيما بعد ان الرائحة كانت لصرعى على الطريق فى اربع حوادث متتالية وعاوده هاجسه المعتاد . . الى ماذا يرجئه الله ؟؟ فإلى الأن لم يصب بخدش رغم الاف الكيلو مترات التى قطعها على هذا الطريق وطرق اخرى بطول وعرض القطر فى ظروف رأها مميته فى اغلب الأحيان
عند وصولهما الى مشارف القرية فاجأتهم الجنازه اتية بعد صلاه العصر وقد فاتتهم الصلاه عليها ، كانت قادمه فى جمع هائل من البشر يجلهم الصمت فأشار اليه بضروره ايقاف السيارة وتنحيتها عن الطريق بسرعة وليلحق به بعد ذلك وفعل ليعود فيراها قد مضت ولم يتأكد الى اين بالضبط ووجد فلول بشر سائرين فسار اليهم وتجاوز حتى وصل للنعش وسأل احد السائرين الى جواره ليتأكد انها الجنازه المنشوده فقال لا اعرف فهى جنازه فى القريه ولابد ان يسير فيها فى مشاعر مهيبة لا يراها او يراعيها اهل العواصم والمدن الكبيرة ،وعند القبر لا توجد هناك نساء وتفرس الوجوه التى لوحتها الشمس والأيدى التى خشنتها الأيام والأرجل التى جف جلدها وصارت فى قوة حذاء وراى المذلة فى كل العيون ولا أثر لملامح عزة على الأطلاق ولا يعرف لهذا سبباً سوى الفقر وقلة الحيلة فى مشهد لا يراه أهل العواصم والمدن الكبيرة ، وسالت العبرات من مأقى الرجال سالت حاره مختلطه بتراب الأرض الذى غلف الوجوه سالت فى حسره لم تكن على الفقيدة وحسب او هكذا كان يعتقد فى لوحة ضخمة لم يعتد مشاهدتها اهل العواصم والمدن الكبيرة
انتهت المراسم وتململ الحضور من بطئ السير عند الخروج وتوقفت الدموع وتعالت همهمات حديث فى امور شتى وعلى بعد عشره امتار تلاشت تماماً اثار الحدث المنتهى منذ لحظات وتفرق الجمع كل منهم الى ناديه وسارع ابن المدينة ليستقل سيارته ليلحق بمباراة افتتاح كأس امم اوروبا بين سويسرا والتشيك على الجزيرة الرياضية والتى يتلكف لقاء فك تشفيرها 10 جنيهات شهرياً
.
هناك 24 تعليقًا:
الحياه والموت
عنوان عادي جدا
ولكنه هنا ، اجمل ما في الموضوع ، فتلك الاحاسيس المتفاوته والتي تتباين بسرعة الكون في مضيه تحو النهايات ، والتي تتباعد بتناقضها التام عن بعضها بحيث لا يمكن أن تتلامس إلا في جذب الموت للحياة ثم جذب الحياة لنفسها من الموت بسرعه .... وبغفلة قدرية !!!
هذا ما كتبت ...وإن تدخلت بشخصك فيه ، حين أكدت كثيرا على بعد كل ذلك عن اهل العواصم والمدن الكبيرة .... هذا التكرار هو أنت .... برؤيتك انت .... وبين حرمانك واشتياقك وتفاجؤك أنت .... أما ما بين العواصم وأطراف الأرض التي مثل الطلاسم ... لا يختلف الموت والحياة إلا كما يختلف الثوب من بعد كيِّه :)
تحياتي محمد ... لأنك هكذا تكون في بعض المعاني على الأقل :)
هي دي سنه الحياة
الموت لا يمثل الا لحظة تأثر عابرة للمرء و ينشغل - او يتشاغل - عنها بالحياه و امورنا الاخري و نادرا من يتدبر الامر بعين الحكمة
و غالبا لا يتأثر حقا بالموت الا من كان يعايش الفقيد و غيابه عن حياته سوق يؤثر عليه بالسلب
ان الموت معجزة و مصيبة كبري و لكن ... هما دول الناس
اللهم احسن خاتمتنا
سبحان المعز المذل المحيي المميت
أما قول صاحبنا
لا أثر لملامح عزة على الأطلاق
الحقيقة لقد اعتاد أهل العاصمة على رسم ملامح الانتفاش على وجوههم والتي لا يتقنها هؤلاء البسطاء ولكن الحقيقة أن هذا هو أصل سحنة الإنسان "الذليل" وهذه هي حقيقته التي يحاول أن يخفيها وراء الجل والنظارة السوداء وعوجة الشفاة المشمئزة ممن حوله
مع شىء من التأمُّل تجد الحياة والموت ملاصقين لبعض دائماً أبداً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الحي القيوم الاول بلا بدايةوالآخر بلا نهايه
الواحد مننا لما بيقرب من الموت اوي يحس اد ايه الحياه دي ماتسواش جناح بعوضه
-----------
فى العديد من الحقول الأن ترى أحواض شتلات الأرز بخضرتها الزاهية المفعمة بالأمل والطموحات والرجاء جنباً الى جنب أكوام القمح من اعواد وسنابل قبل الدِراس
ايوه اليومين دول زرع الرز وجمع الغله يومين الناموس اللي علي اصوله
:-)
وما يفوتنيش اقولك ان اردب الغله بقي ب 400 جنيه
وكل سنة وانت طيب
سلام
ماهو الموت كده
كل ما يقرب نخاف .. و لما يبعد ننسى
انا زعلانة منك
عشان البوست اللى فات سألتك كام سؤال وانت ما رديتش عليا
ممكن تقولى ما رديتش عليا ليه؟؟
ارجوك تقولى انت ليه مقاطع الدستور لانى عايزة افهم
على فكرة انا مش بقراها ولا بحبها ولا بكرها لكن ممكن اقراها وعايزة اعرف وجهة نظرك
(كفى بالموت واعظاً ياعمر)
صدق رسول الله فيما قال
إن لم يعظنا الموت مالذي سيعظنا، تسرقنا الايام، متوالية تكر على حياتنا، ونحن نظل نأمل ونأمل حتى ساعة يقف فيها المصلين على جنازتنا،
علنا نفيق من غفوتنا
علنا
علنا
قولوا يارب
ياعزيزي كل يغني على ليلاه
أنه الموت وأصرارنا علي غفلته
ازيك يا عبد الغفار انا هيثم ابوعقرب البعد التالت انت عامل ايه وحشني جدا
بقولك انا خحاليا بعمل فقرة مدونات في او تي في مساءك سكر وكنت عايزك تطلع تشرفنا في حلقة لو يناسبكفي اي يوم اتنين
انت تختاره الساعه 06:30 باليل
أنا كنت شيء وصبحت شيء ثم شيء
شوف ربنا قادر على كل شيء
هز الشجر شواشيه ووشوشني وقال
لابد ما يموت شيء عشان يحيا شيء
حياة وموت او موت وحياة
بين الحياة والموت جميع المتناقضات
خير وشر حب وكرة سعادة وكابه
كل التناقضات موجودة بين التناقضين
الحياة والموت
وبعد الموت لاننتظر لحظة للتأمل بل الكل يذهب الى حال سبيله فى هدوء يكمل ماكان فيه من تناقضات عودة مرة اخرى لكل التناقضات
----- اخبارك ايه لعل خير انشاء الله ------
تحياتى لك
فى العمق . . . مكان للحرية
*************************
هكذا هى الحياه .....وانا لله و انا اليه راجعون
العظه من الموت نعمه لمراجعة النفس لمن يتعظ..و النسيان ايضا نعمه من الله لتستمر الحياه
تحياتى
انت تتكلم عن الدنيا حياة وموت هذه هي الحياة ولكنك نقلته لنا بصوره مختلفه من عين رجل العاصمه للجنازة الريف احسست بالفعل بالاختلاف لكن اجمل الاجزاء النهايه بعد الدفن و رجوع الانسان لاصله التراب الكل ينسي و يذهب لحياته مره اخري عجباء وغرباء نحن البشر نتذكر الموت سريعا وننساه اسرع
ربنا يرحمنا احياء واموات
تحياتي
لا تجد حقيقة أقرب منها الى الخيال ...كالموت
فنحن حتى الان لم نعرف الا الحياة
اما الموت فلازال غامضا لنا ..مع انه وحده الحقيقى فى هذه الحياة..
فكرة الحياة والموت قديمة هي منذ الأزل
لكنك نقلتها لنا برؤية خاصة
لا أعلم لما يجذبنا دوما في الحياة مشهدان
شمهد ولادة طفل
وجنازة متوفي
وفي كلتاهما سواء كانت بداية أم نهاية ،لابد للحياة من أن تستمر
سلمت يداك
اد ايه القصه دى جميله ومعبره
تقبل تحياتى
http://www.benkerishan.blogspot.com
الموت هو الحفيقة التي لا ريب فيها
وهو مهيب جدا
ليس خوفا منه وانما لانه ياتي دون موعد سابق و لا يستطيع احد ان يقف امامه او ان يتحداه
هكذا ايضا الحياة تاخذنا في كل ابعادها ونتوه في شوارعها ونهارها وليلها
سمراء
ايه يا استاذى فينك؟؟
قولت لى هابعت لك على الميل الرد على اسئلتك
ولا حاجة حاجة وصلتنى لحد دلوقتى
لعل المانع خير
اسعدنى المرور بمدونتك وأتمنى لك التقدم والمزيد من الاهداف النبيلة
كما أدعوك لزيارة مدونتى والتى محتواها
تعالوا نسافر المسافات الى زمن من المحبة لاينتهى
كما أدعوك لقرأة قصتى
(بكل لغات العالم أحبك)
مش بيقولك الحي ابقي من الميت
وراى المذلة فى كل العيون ولا أثر لملامح عزة على الأطلاق ولا يعرف لهذا سبباً سوى الفقر وقلة الحيلة فى مشهد لا يراه أهل العواصم والمدن الكبيرة
تفتكر ان فعلا أهل العواصم والمدن الكبيره مش بيشوفو المشهد ده؟؟؟؟؟
إرسال تعليق