الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الثور يابى النصيحه




لى فتره تقارب السنتين محصله مطالعاتى ضعيفه جداً ، وهو شئ مقلق ومؤرق انحصرت متابعاتى فى الصحف اليوميه والتى اخطفها خطفاً فى الطريق من والى العمل وبعض المدونات والتى توقف حتى معظم اصحابها عن الكتابه.

الوقت ضيق جداً فالعمل على اقل تقدير يستهلك أثنى عشر ساعه كامله من اليوم قد تزيد حسب الأحوال ولو خصمنا مما تبقى من ساعات اليوم بعد ذلك 6 ساعات نوم يومياً فى المتوسط لبقيت 6 ساعات اخرى لشتى مناح الحياه " اكل وشرب ، إستحمام ، صلاه وواجبات دينية ، قضاء إحتياجات الأسره ، قضاء بعض الوقت مع الزوجه والأولاد - أكبر الضحايا - واجبات العائليه من صله ارحام وخلافه . . . إلخ" ولو اضفنا السرعه الرهيبه لتلاحق الأحداث فى بلدنا هذه الأيام والتى تقود الجميع للهاث المتواصل دون تحصيل شئ كلى فى النهايه فستجد انك تحتاج فوق ال 6 ساعات الكثير.

العمل لا حيله فيه فلا وقت لراحه ولا ركون بل انه برغم التقدم فى السن وضعف العائد تجد ان المطلوب هو مضاعفه الجهد فى العمل لسد فجوه رهيبه لا علاقه لك انت شخصياً بها ، فالأزمات الماليه تلف العالم وتلقى بظلالها على الداخل وتنشئ وضع ضاغط على البلد وواهم من يعتقد اننا لم نتاثر بهذا الوضع العالمى ، وذلك بخلاف الضغط الداخلى الذى ينشاه السلوك العام للمجتمع من أسراف وركون للراحه وتحصيل العديد من الفئات  لمكاسب دون اى عناء واصرار كل الفئات على العيش فى نفس مستوى الأنفاق وليذهب الجميع للجحيم.

التقصير هو الحل وهو طبعاً ليس بحل وانما الأمر الواقع ، فستجد انك مضطراً للتقصير هنا وهناك تميل على هذا الجانب او ذلك حسب ظروفك ، بالنسبه لحالتى انا اكبر الضحايا لهذا التقصير على الترتيب: ممارسه الرياضه - ممارسه الهوايات - القراة - قضاء وقت مع الأسره - الواجبات الإجتماعيه وصله الأرحام - ساعات النوم" والنتيجه ان الجميع غاضبين بما فيهم انا.

الحلقه الجهنميه يتزايد احكامها يوماً بعد يوم والشعور بالتقصير فى حق النفس والغير مؤلم ومؤرق ابنى يحتاج للكثير من المعارف التى لا املكها لضيق وقت الأطلاع ويحتاج كذلك للمشاركه والقدوه المباشره والغير مباشره ولا وقت عندى لذلك ، وزوجتى تحتاج لشريك فى وقت الدعه قبل الديق وهى لا تجده فهو اما غائب او منهك ، اما انا ذاتى فقد تهت عنى وفقدت كل اهتماماتى مع الوقت او للدقه فقدت الوقت اللازم لمباشرة اهتمامتى ، واحاوال التمسك باهداب من كل شئ اقرأ الصحيفه بما يشبه المعجزه واجاهد لتربيه بعض اسماك الزينه واقضى دقائق معدوده فى ملاعبه أطفالى واسال زوجتى باستمرار عن طلباتها التى اعلم مسبقاً بعدم قدرتى على الوفاء الا بهامش محدود منها.

تراودنى دائماً رغبه فى  الأخذ بنصيحه صلاح جاهين لأحد الثيران بان يقلع غماه ويرفض المزيد من الدوران فى الساقيه وكسر تروسها والتعبير عن سخطه بكل غضب ولكن نصيحتى لنفسى لم تتجاوز ابداً رد الثور فى الشطر الثانى من الرباعيه حيث ابى الثور ذلك متعلقاً بامل يقارب السراب.
.




هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

من احلي ماكتبت واصدق ماقرات انا. اللهم قويك علي ان تعولنا وان تحتمل اخطائنا وفهمنا الخاطئ لك

غير معرف يقول...

هذه محصلة لاجتماع الرأسمالية مع الفساد السياسي والحياة في المدينة .. حسبنا الله ونعم الوكيل

أحمد زكــي

كرابنتس يقول...

احنا البلد حالها تاعب كل الناس حتى اللى دخله مقبول
لاننا مش بنعمل حساب البنى ادم
يعنى بنتعامل ك ماشين
لا وقت لهواية و الا غيرة
الاختلاف فالدول التانية المحترمة انهم عندهم وقت للترفيه و بيعرفوا يستغلوه

يا مراكبي يقول...

وفي النهاية يا عزيزي الثور يأبى بالنصيحة فعلاً، فالوقت لم يعُد فيه مُتسع حتى لسماع النصيحة أو التفكير فيها