الأحد، 27 يوليو 2008

أبراهيم الدسوقى سيد أحمد - بثينة عبد اللطيف دنانة

مُعاد برتوش بسيطة



يا مسهل كل امر عسير يا رب ، يا قوى على كل قوى يا رب ، يا منجى من المهالك يا رب يظل يرددها طول الطريق دون كلل او ملل مطئبطاُ زراع اكبر احفاده يسترشد به معالم طرق مدينة المحلة الكبرى ، حيث كان يعانى من إنفصال فى شبكية العين نتيجه اصابتها بكره تنس اثناء لعبه الراكت على شاطئ بلطيم ، كان يحفظ الطريق والبائعبن ولا اكون مبالغ فى ان اقول كل حفره ونقره وحجر فى الطريق ، كان يتوقف فجأه ليقول محدثاً حفيده عندك على اليمين هنا واحده بتاعه طماطم ، ويرد الحفيد نافياً ذلك ، فيقول له فى على يمينك سرجه بعدها عطفه صغيره على ناصيتها ست فارشه بطماطم ، ويجيب الحفيد متعجباً نعم موجوده فيقول خدنى لها ويتم عملية الشراء ، وعندما يشرع فى عد النقود يقول الله واحد ملوش تانى يبقى العدد ثلاثه يا بركة الأئمة الأربعه اركان الأسلام خمس وهكذا ، ومن بائع لبائع حتى ينتهى من التسوق ويعود وحفيده فى زهول من دأبه على ذكر الله طول الطريق وعلاقته الجيده بكل البائعين وقدرته المزهلة على معرفه معالم الطريق ، هو مهندس معمارى رحل عن دنيانا منذ ثلاثة عشر عاماً وهو فى الرابعة والثمانين من عمره ، كان يستيقظ عند الفجر ، الإفطار كوب من الشاى باللبن وبعض من اصابع البقسماط بعد صلاة الفجر ، الغداء فى الثانية عشر تماماً عند الظهر وينام قليلاً حتى أذن العصر ثم يكمل يومه حتى نشره التاسعه ويخلد بعدها للنوم ، تسليته الوحيده المذياع يسمعه دون انقطاع طول ساعات النهار والأستماع الى المسلسل التلفزيونى فى السابعة والربع ، وان كان اكبر احفاده فى زياره له فيطلب منه قراة الجرائد عليه

بسم الله الرحمن الرحيم ( إن الذى فرض عليك القرآن لرادك الى معاد) صدق الله العظيم ، انها الأيه التى تودع بها كل المغادرين ، جل همها نظافه ونظام منزلها واعداد طعام الغداء مع القرأة فى كتاب الله بين العصر والمغرب وترديد الأذان عند رفعه ، لازمها مرض القلب العشرون عاماً الأخيره من عمرها ، هى حاصلة على شهادة الإبتدائية القديمة من مدرسة نوتردام وتجيد الفرنسية إجاده تامه وتجيد كل اعمال البيت اجاده تامه مطلقة وتأبى ان ينازعها فى ذلك احد او تتوقف بسبب المرض ، رحلت عن ديانا من ثلاثة أعوام وهى تقترب من الرابعة والثمانين ايضأ برنامجها اليومى لا يختلف عنه برنامجه فى شئ سوى مشاهدتها لتلفزيون بدلاً من سماع الراديو وقرأة الصحف بنفسها ، أسعد أوقاتها تلك التى تقضيها مع احفادها تروى لهم قصص خشش بان وامنا الغولة وبعض الزكريات القديمة فى الحياه ( مؤلمة دائماً ومفرحه احياناً قليلة)، كانت تردد دائماً اسعى يا عبد وانا اسعى معك وان لعبيت انت يا عبد محدش هينفعك ، واللى ياكل على ضرسه ينفع نفسه وتبكيها زيارة قبور موتاها وسماع أغنية غريب الدار


صلاتهما فى وقتها تماماً ومناوشاتهما كذلك دائماً وللا سبب فى طقس شبه يومى يتنهى بدعائمها على بعضهما البعض وأكثر ، اما اذا دققت النظر فستجد انه لا يناديها بسوى يا حاجه فى حضور او غياب الأخرين ولا يعارضها فى شئ ويسعى بقوه لأسترضائها ولا يدخر كل وسيله وحيله فى إراحتها ، لا يتحمل أزمات قلبها فكان يغلق غرفته ويبكى خوفاً عليها وقال لحفيده عن سبب بكائه انه هيتبهدل لو جرالها حاجه ويظل يحوم حولها كالفراشه على رحيق الزهرة حتى تفيق او قل حتى يفيق هو ، لم يكن كثير المرض لا تناديه الا بسى إبراهيم ، لا تتحدث عنه الا بكل اجلال واحترام وتبجيل وتوقير وخوف ايضاَ، ان تروى عنه حكايات فهو دائماً العظيم وان وصفته ببعض الغلظه فهى من شيم الرجال بكته كثيراً بعد وفاته التى كادت ان تقضى عليها ولكنها عاشت بعده عشر اعوام زابله زاهلة حتى وافتها المنيه ، وعندها مدت يدها لأعلى وظلت تنادى عليه يا سى ابراهيم رايح فين خدنى معاك والنبى متسبنيش أستنى يا سى أبراهيم انا جايه معاك اهه


يا الاهى حتى فى سكرات الموت
.

هناك 24 تعليقًا:

نعكشة يقول...

ربنا يرحمهم هما الاثنين
و يدخلهم فسيح جناتة يا رب
الفردوس الاعلي باذن الله

اية الناس دية
ماشاء الله يعني

انا مشوفتش كدة قبل كدة

يمكن عشان معاشرتش جدتي وجدي؟؟؟

هوه بتوع زمان بس اللي كدة

ي رب يكون فية من بتوع دلوقتي كدة

هيييييييييه

دونيا

ربنا يرحمهم و يرحمنا
دمت سالم

سلامٌ عليك

غير معرف يقول...

أخى الكريم : محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح ممتلئ بعبق جميل من أناس أجمل عاشوا ببركة القرآن وحلاوة الإيمان وبساطة الرغبات ... رحمهما الله تعالى وأسكنهما فسيح جناته ...

لاأعلم أخى لماذا لدى شعور أن بموت هؤلاء تنزع البركة من بين اظهرنا

غير معرف يقول...

ربنا يرحمهم
انت عارف هي كانت ليه فاكراه حتى ساعه سكرات الموت لانه كان طول الوقت بيتقي ربنا فيها وفي كل تصرف بيعمله وهي كمان كانت بتتعامل معاه بنفس الطريقة ودي الحاجه الاساسية اللي احنا مفتقدنها في حياتنا دلوقتي اننا نتقي ربنا في بعض
كان نفسي يكون فيه زيهم بيعيشوا بينا اليومين دول
بس كمان عموما طريقة عرضك للموضوع نفسه سلسله تشدك عشان تكمله

المدونه جميله يا محمد ربنا يوفقك
منى جابر

سمر الشافعى يقول...

لفت نظرى انى كل ماادخل مدونه واجى اكتب تعليق الاقيك انت التعليق اللى قبلى فقلت اشوف مدونتك دخلت لقيت قصه حب جميله بين اتنين اتقو ربنا فى حياتهم وعشرتهم لبعض حتى فى لحظات الموت

بس هيا القصه دى حقيقيه يعنى اصلى اعرف بتاعت الطماطم دى هههههههه

تحياتى ليك دايما

صباح الخير يا مصر يقول...

محمد عبد الغفار
***************
الاحترام المتبادل بين الزوجين هو المفتاح السحرى لحياه زوجيه مستقره و دافئه

هذا مايجب ان نتعلمه جيدا فقد يختفى الحب فى زحمة الحياه و يبقى الاحترام حارسا قويا للحياه الزوجيه..فاذا اخيفى الاحترام يكون ذلك بداية النهايه

اللهم ما ارحم كل امواتنا الذين اعطونا المثل فى هذا و يبقى دورنا لايصال هذا لاولادنا

تحياتى

Hypatia يقول...

:)
الله يرحمهم
تدوينه فوق الرائعه أثرت فيا اوى وخلتنى استرجع ذكريات مميزه وخاصه جدا بيني وبين جدي وجدتى
الله يرحم موتانا جميعا

رشا عبد الرازق يقول...

ذات يوم
كنت على رصيف المحطة
بانتظار قطار الثامنة ليقلني إلى القاهرة
وعلى الرصيف
وقف رجل أشيب _ إذا جار الوقوف لوصف انحناءة ظهره _ متكئا على ذراع امرأة شامخة _ _إذا جاز الاتكاء وصفا لاحتضانها الدافئ ذراعه _ .... أظنهما كانا قدا تجاوزا السبعين
وتاخر القطار
وتململ جميع من ينتظرون
إلا انا
فقد كنت أراقبها
والشيخان
لم يتململا لان كل منهما كان شديد الانشغال بالآخر
هي
تقطع له تفاحة وتصر على اطعامه
فينظر لها بحنان وامتنان
ودون أن ينبس بكلمة
يضغط بصعوبة على كفها
تعدل له الكرافته فيبتسم ابتسامة راضية ويفتح لها علبة عصير !!

كان سيدة أنيقة جدا جدا
وكان رجل يبدو مختلفا
ويومها سألت نفسي
هل الرقي الجميل في الارتباط مع الشريك قدر يصيب البعض ويخطئ الآخر
أم أنها شيمة زمن مضى بكل جميل
وبقينا نحن نراقب الشريط العابر علينا
بالأبيض والأسود!
السؤال بقا فين ؟
السؤال هو لماذا هما الحاضران في ذاكرتك بهذه المشاهد المقتطفة هكذا
أظنه افتقاد الجمال بشكل أو بآخر
رحمهما الله
تحياتي محمد :)

غير معرف يقول...

السلام عليكم

سؤالين فقط .. هل تعتقد أن مثل هذا الأمر بمثل هذه الندرة في أوروبا مثلاً حتى في زماننا هذا ؟!!
وهل السكن والمودة والرحمة لا تستطيع أن تتواجد في مجتمع الجهلاء ؟!!

أحمد زكي

رئـــــيسـة حزب الأحلام يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
رئـــــيسـة حزب الأحلام يقول...

سبحان الله على ناس زمان حب حتى أخر لحظة بجد يابخت ناس زمان والحب اللى كانوا بيعشوه بجد زمن جميل
والبقاء لله
تحياتى لك

يا مراكبي يقول...

العشرة لما تبقى طويلة وحانية ما تهونش على حد أبدا .. علشان كده بتلاقي كل طرف بيتمنى إنه يموت قبل التاني علشان ما يتعذبش بفراق الآخر

ربنا يرحمنا ويرحم الجميع

قوس قزح يقول...

طيب تفتكر ايه السبب ؟
الحب ولا التفاهم ولا العشرة ولا الاحتياج ولا الرضا .. ولا كل دول سوا

و تفتكر ان العلاقة بين الازواج بتتاثر بالسن و المرض ؟؟


ربنا يرحمهم و يرحم الود اللى مات هو كمان

وميض ابتسامة يقول...

الناس دول بركة حياتنا

بنحبهم فى حياتهم وبنترحم عليهم فى مماتهم
وكلامك اثار بداخلى ذكريات جدتى العظيمةوالدة أبى ..هذه الحانية التى علمتنى الحب والمسامحة وما زلت حتى الآن وفى كل صلاه أترحم عليها وآخرين قد اناروا شموع فى حياتنا ..رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته

محمد فوزي يقول...

بعيداً عن موضوعاتك المتميزه دائما وافكارك المختلفه , في تعليق عليك حسيت إني لازم أقولهولك :

إنت بلا منازع ممكن نسميك
[ملك التعليقات]

لأنك دائما ما تعلق بعباره قصيره جدا ولكنها بليغه جدا وأحيانا ساخره وشديدة الفكاهه جدا , لاحظت ذلك من خلال متابعتي للعديد من المدونات

لا أعلم إن كان هناك من لاحظ ذلك مثلي ولكني أرى في ذلك بلاغه شديده تستحق عليها الإشاده

تحياتي

شــــمـس الديـن يقول...

رحمهما الله رحمه واسعه و اسكنهما فسيح جناته

الصورة اللي رسمتها ليهم فعلا جميلة و اخدتنا لعالم تاني

الحب الذي بينهما لا يمكن التعبير عنه بالمسطلحات الحديثة و لكنه كان حب له عبير و رونق خاص , قلما تجده الان


رحم الله امواتنا و جمعنا بهم في الجنه ... امين

سبهللة يقول...

هو دة الحب الحقيقى اللى بيدوم لاخر لحظة فى العمر
اللهم ارحم موتى المسلمين

سبهللة يقول...

اسلوبك القصصى هايل
ممتع جدا وبيشدنى لاخر حرف
تحياتى لك

bastokka طهقانة يقول...

شئ رائع جدا
ربنا يرحمهم جميعا


تحياتي

خمسة فضفضة يقول...

السلام عليكم رحمة الله وبركاته


النوعيه دي من الوفاء والحب المتبادل نادر اوي لما تلاقي زيها اليومين دول

الله يرحمهم ويجمعهم في جنة الخلد ان شاء الله

سلام

Ahmad Hegab يقول...

من يومين تلاته سألت نفسى سؤال هو انا مش حاحب تانى ولا ايه و ليه القلب مش عايز يدق .. عارف يا محمد بعد ما قرايت اللى انت كاتبه حسيت ان لو الحب مجاش بالشكل دا يبقى بلاش منه احسن !!
تحياتى لأسلوبك الرائع

canary يقول...

ربنا يدينا عمر قد عمرهم
ويدينا ذاكرة زى ذاكرتهم عشان دة احنا فى ربع عمرهم وذاكرتنا عليه العوض ومنه العوض كل سنه وانت طيب
اقولك ايه والا ايه بس
اقولك يدينا صبرهم وقوة تحملهم وهدؤ اعصابهم انت متكلمش حد دلوقتى الا كلمه والتانيه وتلاقيه شاط زى الكبريت
بوست جميل ربنا يرحمهم ويرحم اموات المسلمين اجمعين
تحياتى

دعاء زيادة يقول...

.


حلوه بجد ،، طرب طرب يعني :)

.

Desert cat يقول...

الله يرحمهم برحمته الواسعه
لفت نظرى فى الكتب اللى بتحب تقراها عقلى وقلبى لاحسان عبدالقدوس
فحبيت احييك لانها من الروايات المقربة جدا لقلبى وعقلى برضه :)
تحياتى

جسر الى الحياة يقول...

الله يرحمهم ويغفر لهم ... عارف يا محمد علاقة الاجيال دى ببعضها متزوجون او اصدقاء او اقارب من افضل واحلى العلاقات لان فيها انسانية اللى احنا نسيناها فى زمننا الحالى ده ... بجد زمنهم كان جميل بيهم لان قوة الحياة جواهم كان تنبع من الايمان بالله ثم ايمانهم ببعض
تصدق كنت اتمنى اعيش فى الحقبة دى من الزمن اللى كان فيها جدودنا الحياة رغم صعوبتها فى كل زمن الا ان الناس كانت احلى واجمل من جواهم قلبا وقالبا زى ما بيقولوا
دايما تعجبنى حكاياتك عن ذكريات تخصك
دمت بخير اخى العزيز انت واسرتك الكريمة