منقول
الإحترام بين الأزواج
العلاقة بين الزوجين مركب عقلي ووجداني وجسدي يتكون من عناصر عديدة، ويصعب تناول عنصر منها منفصلا عن العناصر الأخرى، فإذا كنا سنتحدث الآن عن الاحترام ومظاهره ووسائله فيجب ألا نغفل الحب أو الرحمة، وغير ذلك وتعالى نتجول معا بين مظاهر الاحترام
التفاهم: وأن يعطي كل طرف مساحة للطرف الآخر في الحوار والقرارات خاصة القرارات المتعلقة بالأسرة، وكذلك عدم التجريح أو الإهانة سواء مباشرة أو بالإيحاءات والإيماءات والسلوك، والبعد عن الأفعال التي تغضب الطرف الآخر، وتفقد ما يرضيه ويسعده، والاهتمام به وبأهله وأصدقائه وضيوفه.
تحمل المسئولية: أهم مسئوليات الرجل هي القوامة، وهي رعاية الزوجة والأولاد وتوفير احتياجات الأسرة النفسية والمادية، أما أهم مسئوليات الزوجة فهي توفير السكينة لزوجها وأولادها في جو من الطاعة، ذلك المعنى البسيط الذي يخطئ الكثيرون في فهمه؛ فليس المقصود بالطاعة هو تحمل الاستعباد والقهر، ولكن المقصود هو اللين وعدم الاصطدام، وقد لا يعلم الكثيرون أن اللين يمنح أكثر بكثير مما تمنحه الندية والمناطحة
الصدق والوضوح: فلا يكون طرف منهما لغزا بالنسبة للطرف الآخر، ولا يظهر طرف غير ما يبطن، فتكون النتيجة الطبيعية لذلك هي الثقة المتبادلة ويأمن كل طرف الآخر، ويرتبط هذا المعنى بمعنى آخر وهو حسن الظن والتماس الأعذار، وألا يتربص طرف بالآخر، وأن يشعر الطرفان أنهما في خندق واحد، ويقابل كل طرف خطأ الآخر بالشفقة والصبر، ولا يكون همه إقامة الحجة عليه وتصيد أخطائه.
فن المطالبة بالحقوق: فكل طرف عليه ألا يتهاون في المطالبة بحقه؛ لأن النفس جبلت على أن تأخذ كما تعطي، ولكن المهم أن تكن المطالبة بالحق في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب والابتعاد تماما عن وقت الغضب وعن العناد، وربما يكون التنازل عن الحق إلى حين أفضل من التسرع في المطالبة به في غير وقته فيضيع للأبد، ويكون ذلك في جو من العطاء وعدم الأنانية وحرص كل طرف على أن يقدم أفضل ما عنده تماما كحرصه على أن يحصل على ما له
فن قبول الآخر: فكل طرف لا بد أن يقبل أشياء في الطرف الآخر بكل تواضع ولين، سواء كانت عيوبا أو طباعا مختلفة أو اختلافا في الرؤى، ويسأل نفسه سؤالين: هل أنا كامل؟ هل كل آرائي صحيحة بلا شك؟. فإذا كانت الإجابة نعم، فهذه طامة كبرى، وهذا الشخص لا شك واقع في وهم كبير فالكمال للخالق وحده. أما إذا كانت الإجابة لا، فليحتمل كل طرف عيوب الآخر، كما يطالب الآخر بتحمل عيوبه، ولنتعاون ونتفاهم في ظل المساحة المشتركة الطيبة بيننا
>
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق