الأربعاء، 20 سبتمبر 2006

ماذا تريد النساء؟



عبارات مكرره مل منها الرجال والنساء على حد سواء تتردد فى بيوتنا ليل نهار وبمنابة وبدون مناسبة مثل «لا أعرف متى سيتعلم وضع جواربه في المكان المخصص عوض إلقائها على اقرب مقعد بعد عودته من العمل أو تحت السرير قبل ان يخلد إلى النوم؟ ولماذا يفضل الخروج مع أصدقائه على البقاء معي على العشاء؟. ثم ألا يمل من التحدث بعصبية؟. لماذا لا يتحمل مسؤولية الابناء معي؟». هذه وأسئلة كثيرة تتردد على ألسنة الزوجات اللاتي تغضبهن بعض تصرفات الازواج المتكررة، خصوصا بعد ان يصيبهن اليأس من أي إمكانية للتغيير.
من خلال شهادات العديد من النساء، فإن الأمور التي تزعجهن من الرجال عديدة لكن تأتي على رأسها الفوضى، والعصبية الزائدة، والإهمال العاطفي وتفضيله الخروج مع اصدقائه على المكوث معها في المنزل أو الخروج بصحبتها في نزهة، بالإضافة إلى إلقائه عبء تربية الابناء عليها بمفردها، مما يشعرها بأنانيته المفرطة.
وفي دراسة تم إجراؤها في إيطاليا ونشرت على شبكة المعلومات الدولية، ذكرت النساء اللاتي شاركن بها أن من بين أكثر الامور التي تغضبهن الاهمال العاطفي. فالزوج قد لا يتخلف عن متابعة مباراة في كرة القدم ولكنه قد يعتاد الحضور متأخرا للعشاء. حيث يتعامل مع المنزل وكأنه فندق للنوم واستقبال الاصدقاء والاقارب. بعض الزوجات الاخريات اشتكين من الفوضى قائلات: «لا يمكن للرجل أن يترك اي شيء حيث يجده. انه ببساطة يقلب البيت رأسا على عقب دون أسباب محددة أو معروفة». نسبة أخرى من المشاركات في البحث تحدثن عن رغبة الرجل المستمرة في الحصول على الاطراء دون ان يكلف نفسه عناء تذكر أبسط الامور التي تهم زوجته كيوم ميلادها مثلا أو ملاحظة طريقة تصفيف شعرها الجديدة أو ملابسها التي اشترتها حديثا.
أما أطرف ما ذكر في هذه الدراسة ما قاله البعض منهن عن غضبهن وانزعاجهن من بعض الاصوات التي تصدر عن الرجل مثل التجشؤ بصوت عال أو الشخير أثناء النوم. هناك أيضا من ذكرن غضبهن من رفضه التسوق معها، حتى عندما يتعلق الأمر بشراء حاجيات البيت. السؤال الآن: كيف تتعاملين مع سلوكيات زوجك المرفوضة دون إثارة الخلافات؟ الاجابة يطرحها الدكتور هاني السبكي استشاري الطب النفسي الذي ينصح المرأة بقوله: «إياك ومحاولة إعادة تربية الزوج فهو امر مستحيل لن تجني من ورائه سوى تعدد المشكلات التي ستنشأ حتما فيما بينكما.
ومهما حاولت تغيير عاداته المكروهة بالنسبة لك، لن تستطيعي ذلك، لكن هناك وسائل للتعامل مع تلك الامور ببساطة من خلال التعبير عن وجهة نظرك دون التعالي في طرحها، أو طرحها من خلال لغة الأمر. وتذكري انك لست بوالدته وبالتالي فإن استخدام طريقة غير محببة في النقاش معه لن يعطي أي نتيجة سوى نفوره منك».
ويتفق رأي الدكتور هاني السبكي مع نصيحة الخبير النفسي الالماني «ريجنار بيير» أخصائي شؤون الزواج بجامعة جوتنجن الالمانية الذي قال في أحد حواراته الصحفية: «هناك ثمة خلافات جوهرية بين الرجل والمرأة في اسلوب التنشئة والعادات والتقاليد. إلا أن اسلوب المفاوضة قد يكون الامثل في تقريب وجهات النظر بدلا من التهديدات والاتهامات التي يتم تبادلها بين الاثنين. ولا تملي من تكرار مفاوضاتك مع زوجك بأسلوب هادئ، فمثلما تحتاج السيارة الى صيانة دورية ومنتظمة تحتاج حياتك هي الاخرى للتنظيم المتواصل».
الاذاعية صفية المهندس مقدمة برنامج «ربات البيوت» على مدى أكثر من 50عاما بالإذاعة البرنامج العام المصرية أن الزوجة تستطيع تطويع سمات وتصرفات زوجها المكروهة لديها بالصبر والحيلة وحسن الحوار. فإذا كان غير منظم ساعيا للفوضى، فيمكنها أن تسرع مثلا، حتى ولو كانت تعبة الى المكان الذي أحدث به الفوضى لترتيبه وهي تتحدث اليه باسمة أنها دائما بحاجة لمساعدته لها وكثيرا ما تشعر بتقديره لحجم المسؤوليات الواقعة عليها، وانها من دون مساعدته لا تستطيع عمل شيء. وأنها ستكون شاكرة لمساعدته لها بوضع ثيابه في المكان المخصص لها».
* من الشكاوى الأخرى التي نسمعها كثيرا تحمل الزوجة عبء تربية الابناء بمفردها، مع انها تستطيع ترتيب أمورهم، بدءا من الدراسة ومتابعة النشاط الرياضي والتربية واصطحابهم للمدرسة، الى آخره . . . بأن تقسم مسؤوليتها بينها وبين الزوج بهدوء وتضع عليه القسم الاكبر، ساعتها سيدرك حجم المسؤولية، وانه لن يستطيع الوفاء بكل هذه الالتزامات وبالتالي سيسعى للتفاوض للتخلص من بعضها.
* الزوج العصبي أيضا يمكن التعامل معه بهدوء من خلال تدريب النفس على الصمت التام في أوقات ثورته، وتركه يقول ما يريد دون التعليق عليه. وبعد أن يهدأ يمكن للزوجة التحدث معه بهدوء دون القاء اللوم عليه كليا حتى لا يعود لثورته الاولى. .

ليست هناك تعليقات: