الثلاثاء، 19 سبتمبر 2006

القضية - قصة قصيرة


مش عارف يبنى كلامى ده هتفهمه ولا مش هتفهمه ، بكره يا أحمد انت هتروح المدرسه سنه اولى ابتدائى ، احنا عمرنا كله يبنى محدش منا حياته بتخرج بره المستوقد او المقلب إلا عشان حاجتين يا يلم الزبالة يا قبره يلمه ، مبنقدرش نعيش بره مبنعرفش نعيش الا مع بعض ولبعض ، الناس بره صعبة وبتبص لنا نظرة وحشه زبالين يبنى ، عشان كده انا عاوزك تبقى احسن تبقى انظف تبقى واحد من الناس الكبار اللى بره محدش يبصلك نظرة تضايقك يبصولك علىانك واحد نظيف منهم مش زبال ، احنا مش اقل منهم يبنى عاوزك تتعلم وتتقدم وتكبر وترفع رأسك وراس اهلك وناسك أنا مش عارف انا بفيدك ولا بضرك بس انت لسه صغير وانا فهمى على قدى بكره انت تكبر وتفهم وتعرف أفادتك ولا ضريتك وابقى سامحنى لو ضريتك انا بردو راجل جاهل.
دكتور احمد منيسى . . . دكتور احمد منيسى
افندم
أفاق من زكريات كلام ابيه على صوت العسكرى يطلبه للخروج من الحجز للمثول امام وكيل النيابة لإستكمال التحقيقات ودلف الى حجرة النائب الى جوارة محاميه.
أتفضل أعد يا دكتور احمد.
متشكر
بص يا دكتور انا عاوز أساعدك ، انت ملفك فى المستشفى مفيهوش اى حاجه غير القضيه دى ، كل سيرتك حسنه مفيش الا الموضوع ده بس ، إنما القضيه اركانها محكمة وموقفك فيها ضعيف جداً وانت لازم تدينى الفرصة انى اساعدك إنكارك مش هيقدم بالعكس ده ممكن . . . . ولم ينتبه لباق حديث وكيل النيابه وتاه فى زكريات طفولته
آبا آبا شوفت لقيت ايه .
أيه ده يا وله جبت الفلوس دى منين.
دول 150 جنيه يابا لقيتهم فى جيب بنطلون وأنا بنقض الزبالة.
ورينى لقينهم فين.
هنا يابا فى الكيس ده فى زبالة محمود حُكه.
طيب اركن الكيس زى مهو كده على جنب لحد ميرجع حُكه ونعرف منه الكيس ده بتاع مين من الزبائن عشان نرجع الفلوس لصحابها.
يابا نرجع ايه ؟!! دول خلاص بقم حلالى وهوى الوالد على وجهه ابنه بصفعه مدويه لتخط اول دروسه، حلالك أيه يا ابن الكلب !!!!!!! أمال الحارم يبقى ايه.
يصيح باكياً ، يعنى هو حُكه هيعرف جاب الكيس منين.
الزبال اللى ميعرفش حاجته جايبها منين ميعدش عندى ، بص يا أحمد أحنا يبنى الشرف رأس مالنا ، حالنا ومحتالنا لو ضاع بقينا احنا والزبالة اللى بنلمها واحد ، أحنا يبنى ناس تخاف ربنا عشان نبقى ناس ، فهمت يااحمد خوف ربنا لازم يبقى فى قلبك وادامك طول الوقت.
حاضر يابا فهمت ، وسامحنى معنتش اعمل كده تانى.
سامعنى يا د/أحمد قالها وكيل النيابة.
ايوه سامعك.
انت لازم تقول الحقيقة دى الحاجه الوحيده اللى اقدر بيهااساعدك وممكن اعتبرك شاهد وموقفك يبقى اقوى وممكن ........ حتى وكيل النيابة بيساومنى ، الله يرحمك يا با علمتنى الشرف قبل متعلم الف باء ، علمتنى النظافه واحنا غرقانين فى اللى بيقولوا عليها الزبالة ، كنت غلطان يابا انت خرجتنى بره للزبالة ، الزبالة بره يا با مش فى المقلب ولا المستوقد ، كنت عاوزنى نظيف بره !! مفيش نظيف بره كله وساخة فى وساخه لابسة لبس النظافة ، الله يسامحك يا كنت تخلينى جنبك فى النظافة يا كنت تخرجنى بس بعد متعلمنى الوساخة الله يرحمك ويحسن اليك.
أفاق على صوت المحامى يجادله فى الردهة امام مكتب وكيل النيابة ، يا د/أحمد انت موقفك صعب والوكيل نصحك انت موقفك صعب والإعتراف هيحسنة ونقدر نلاقى بيه مخرج لحاجه اقل.
يعنى ايه يا أ/سامى أشهد على نفسى زور!!! أرمى شرفى !!! أوسخ نفسى !!! والثمن ايه حكم مخفف!!! أبقى مجرم بإعترافى واللى عاملينها يبقم هما الأشراف !!!!!! مستحيل مستقبلك هيضيع. مستقبل !! مستقبل ايه اللى فى صفيحة زبالة الشرف ملوش فيها قيمة ولا مكان ، لا انا مستقبلى هيبدأ وهرجع تانى للنظافة.
مش فاهم تقصد ايه ؟؟
ولا هتفهم ولا فى حد هيفهم ، خلاص مش القضيه لبستنى احكموا أركانها حواليا عشان مرضتش اتستر عليهم فى المستشفى ، مش مهم الشرف عندى اغلى ، حضرتك مش فاهم ؟ مش مهم بكرة فى المحكمة يمكن تفهم ، يلى يا شاويش ودينى الحجز وحياة والدك.
وفى بهو المحكمة الفسيح أرتفع صوت الحاجب صائحاً محكمة ، ووقف الجميع موقرين دخول المستشارين ، وصاح الحاجب والناس جلوس قضية رقم 421 نادى على المتهم
أحمد منيسى ابراهيم
أسمك ؟ وسنك ؟ وعنوانك ؟ ومهنتك ؟
احمد منيسى إبراهيم ، 32 سنه ، مستوقد الدويقة ، زبال ابن زبال
تمت

محمد عبد الغفار
07/31/2005


ليست هناك تعليقات: