الثلاثاء، 12 سبتمبر 2006

أباء وأبناء - قصة قصيرة



خلاص يا حمدى اتفقنا النهارده الساعة 12 نص الليل.
بس انا خايف وقلقان ليحسوا بينا.
دى عمليه مضمونة خالص وأنت عارف انهم بيناموا بعد صلاة العشاء على طول.
طب لو حد فيهم صحى لأى سبب يبقى ايه العمل!!
ياعم متقلقش ربنا كريم دى عمليه نظيفه 100%، متطولش بقى فى الكلام أنا هروح اشتريه دلوقتى ونتقابل الساعة 12 بالضبط قدام البيت سلام.
وذهب مسرعاً لشارع عبد العزيز تتدافعه الأفكار ، الحمد لله النهادره مراتى والعيال بيزوروا جدهم أنا مش عاوزها تعرف ، وحمدى كمان مراته فى الأسكندريه بتقضى يومين مع اهلها اهى دى لو عرفت مش هيخلص هتقله الغساله واحنا اولى ووجع دماغ ، 2450ج بندخر فيهم انا وهو بقالنا سنه كان نفسنا نجيب لهم سونى بس العربى بردو معقول وعلى قدنا ، حرام يقعدم اكتر من كده من غير تلفزيون دى تسليتهم الوحيده فى السن ده.
وكان فى هذه الأثناء قد وصل للبائع واتم عمليةالشراء وحمل جهاز التلفزيون لحيث موعده مع اخيه ووجده منتظراً فى قلق وتقدم منه طالباً المساعده فى انزاله من السيارة الأجرة.
توشيبا 21 " ؟ جبته بكام؟ تفتكر هيعجبهم؟
سعره زى متفقنا واكيد يا حمدى هيعجبهم هما كل اللى عاوزينه حاجه ونس بعد القديم متحرق دول بقالهم 10 شهور علىالحال ده.
وبدأت عملية الصعود وأقتربا من باب الشقه واخرج حمدى المفتاح ليفتح الباب.
على فكره يا حمدى لقيت عند الراجل الغساله الأتومتيك اللى انت محتاجها سعرها 2050ج.
يا خبر الدنيا بقت نار، الجمعية اللى جاية إنشاء الله التلفزيون بالنسبه لهم اهم دلوقتى من اهمية الغساله عندى ، وانت مشفتش الثلاجه اللى كنت بتقول عليها بدل المستعمله اللىانت متجوز بيها؟
لقيتها ، الجمعيه اللى جايه بردو هاهاها.
ووصلا الى غرفة المعيشة لأعداد وتركيب الجهاز فى موقعه المفضل لوالديهما وبعد ان اتما التركيب اخرجا ورقه وقلما كتبا عليها

الى أبى وامى عرفاناً بالجميل
حمدى & احمد


ثم علقاها على الشاشة وهما بالإنصراف وعند باب الشقه سمعا وقع اقدام مكدوده يعرفانها وضحكات مفعمه بالسعاده لا تخطئها أذنيهما ومفتاح يدور فىالباب سارعا بالأختباء فى غرفه الطعام بينما يدخل الأبوان
هما كانو فين لحد دلوقتى!!!
انا عارف ياخويا ،انكتم ليسمعونا.
ودار بين الأبوين حديث فرح مترقب فى الطريق لغرفتهم
تفتكر يامحمود الحاجه هتعجبهم ؟؟
أكيد هتعجبهم هما محتاجينهم اوى ويلى بقى عشان انا عاوز انام.
تنفس المختبئان الصعداء وسارعا بالفرار قبل إكتشاف وجودهم ، وعند وصول احمد لشقته فوجئ بثلاجة جديده تتوسط مدخل الشقه وعليها ورقه كتب عليها بخط منسق وجميل


ولدنا الحبيب هديه تستحقها

ولم يمهله رنين الهاتف فرصه للتفكير او ابداء اى رد فعل
ألو ايوه يا حمدى.
شفت ابوك وامك عملوا ايه.
اه شفت يا حمدى.
شفت ازاى !!!! انت كنت عارف ولا ايه؟؟؟
لا يا حمدى مكنتش اعرف بس بابا وماما جابولى الثلاجه اللى كنت محتاجها وأكيد جابولك الغساله.
وأغلق الهاتف واجهش بالبكاء.

تمت
محمد عبد الغفار
06/28/2005

ليست هناك تعليقات: